You are currently viewing مشكلة اليتامى وعلاجها في نور القرآن الكريم

مشكلة اليتامى وعلاجها في نور القرآن الكريم

السلام عليكم

 

………مشكلة اليتامى وعلاجها في نور القرآن الكريم……..

بسم الله الرحمن الرحيم:

ألم يجدك يتيماً فآوى، ووجدك ضالاً فهدى، ووجدك عائلاً فأغنى، فأمّا اليتيم فلا تقهر، وأمّا السائل فلا تنهر، وأمّا بنعمة ربّك فحدّث.

يتعرّض الأطفال في عالمنا المعاصر اليوم إلى مشكلات عديدة تعصف بهم، وترميهم في مهاوي الردى.

فما نشهده من حروب دامية، وأعراض قاتلة، وحياة مليئة بالبؤس والدمار والخراب، أي حوادث وقضايا كثيرة من حروب واحتلال واستيلاء وعنف وإرهاب وفقر مدقع وتشرّد ومآس كثيرة، خلّفتها الحروب والاتفاقات الهزليّة.

خلفت وراءها كمّاً هائلاً من صغار أيتام.

الباب الأوّل

من هو اليتيم؟ تعريفه:

هو الشخص الذي فقد أباه وهو صغير.

وكفالته تكون بالقيام بأموره، مع (الإحسان) إليه، ورعاية مصالحه، إلى أن يبلغ في حال كونه ذكراً، أو إلى الزواج في حال كانت أنثى.

الباب الثاني

أهميّة رعاية الأيتام:

اهتمّ الإسلام باليتيم، ورتّب على رعايته الأجر العظيم، وعدّه من أفضل الأعمال، لما فيه من تعويض اليتيم عن عطف وحنان أبيه، وهو ابتلاء من الله تعالى لعباده، لينظر من يقوم عليهم.

ولأنّ كفالة اليتيم فيها نوع من جبر كسر خاطر اليتيم بفقد أبيه، فلو طبّقت عليهم الكفالة الحقيقيّة التي يريدها الإسلام لأصبح اليتيم من أعظم وأرقى طبقات المجتمع، فالشخص يكون له أب وأخ.. بينما اليتيم يكون المجتمع كلّه مسؤولاً عنه مكان أبيه.

ولا يجوز للمجتمع تعريض الأيتام للذلّ والإهانة، إنّما يجب تعويضهم عن عطف آبائهم، بالمسح على رؤوسهم، والإنفاق عليهم، وإشباع رغباتهم وذلك لإبعاد القهر عنهم بسبب يتمهم، وقد حذّر الله تعالى من قهر اليتيم بأكل ماله، فقال: (إنّ الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنّما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً).

الباب الثالث

كفالة اليتيم:

تعدّ من أفضل الأعمال، لأنّ الله تعالى أمر بها في القرآن الكريم، وقد بيّن النبيّ صلى الله عليه وسلّم فضلها بقوله:

أنا وكافل اليتيم في الجنّة هكذا.

وقال بإصبعيه السبّابة والوسطى.

لذلك نرى:

أنّ وجود الأطفال داخل المؤسّسات الخاصّة بهم تحرمهم من حقّهم، وهو بعدهم عن البيئة الأسريّة والمجتمعيّة الطبيعيّة المنشودة التي تسودها الألفة والمحبّة، كما أنّهم حرموا من تجربة الاندماج المجتمعيّ، وهذا يؤدّي إلى الوحشة والعزلة التي سيشعر بها هذا اليتيم، أي أنّه يفتقد الاحتياجات الطبيعيّة مثل(الحبّ، والحنان، والتقدير، والأمن، والاستقرار النفسيّ، والانتماء، والحرّيّة، والاستقلال الفرديّ، والخصوصيّة، واكتساب الخبرات الحياتيّة الجديدة، وجميع الاحتياجات المكوّنة للشخصيّة السويّة، هذا ينعكس سلباً على التوافق الشخصيّ والاستقرار الاجتماعيّ لهم، لذلك يجب التعهّد بتربية متكاملة الجوانب، حتّى لا ينتقموا من واقعهم ومجتمعهم بعدّة صور، منها العزلة، وعدم التفاعل، وهذا أدناها، أمّا أعلاها فهي أنماط مختلفة من الجريمة..

لذلك فاليتيم بحاجة إلى ضروريّات مكوّنة لشخصيّته السويّة، حتّى لا يحدث خلل في تكيّفه واستقراره الشخصيّ.

أي يجب أن يكون في منزل يضمّ أباً وأمّاً وإخوة، وهذا يحقّق معاني البيئة الاجتماعيّة المستقرّة والمتألّقة.

*اليتيم هو من فقد الأب من الصغر، ويسمى بعد البلوغ يتيما.

*يبلغ اليتيم بإحدى علامات البلوغ المتّفق عليها، كالاحتلام والحيض والسنّ.

*لليتيم مكانة عظيمة في الإسلام، وقد اعتنى به القرآن الكريم والسنّة النبويّة المطهرّة، ورغّبا في فضل كفالته، ولم يقتصر ذلك على قريب أو بعيد، بل جعله عامّاً للمسلمين كلّهم.

*الولاية المشروعة في الكتاب العزيز والسنّة النبويّة المطهّرة.

التصرّف بمال اليتيم:

*الولاية على المال من أخطر أنواع الولاية.

*يجوز للوليّ أن يأكل من مال اليتيم بقدر حاجته،وإن استغنى وما أخذه استحبابا

*يجوز للوليّ أن يضحّي من مال اليتيم، وأن يذبح له عقيقة.

*يجوز للوصيّ رهن مال اليتيم لمصلحته، أي لمصلحه اليتيم، ولا يجوز له رهنه لغير مصلحه اليتيم.

*الزكاة واجبة من مال اليتيم.

*التجارة في مال اليتيم مشروعة، بل هي مستحبّة للمحافظة على ماله، ولتوفير مصدر رزق يقتات منه اليتيم.

*يجوز خلط مال اليتيم بمال الوصيّ، ومال إخوته، إذا كان في ذلك خير لليتيم، ويحرص على عدم ضياعه.

*إنّ الإسلام حافظ على اليتامى، وكان دوره في هذا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عظيماً، فقد أبطل ما كان عليه الناس في الجاهليّة، في  عدم توريث الصغير، وحرمان البنت من الميراث، فالإسلام ورّثها كالذكور، وحفظ مالها من طمع الأوصياء وضعفاء النفوس.

*كما أنّ الإسلام يسلّم اليتيم ماله، بعد التأكّد من بلوغه رشده، ومحرّم على الوليّ جهد مال اليتيم، وحرّم أيضاً استبدال مال اليتيم الطيّب بماله الخبيث، وخلط ماله بماله بقصد إزالة ملكه عنه، وعدم تعيين حقّه فيه.

*كما أمر الإسلام بإحسان الوصاية على مال اليتيم، ورعايته وتنميته وحفظه من الضياع، وأمر بإصلاح المال من الوجوه كلّها، وعدم تسليم اليتامى أموالهم إلا بعد التحقّق من رشدهم وصلاح تصرّفاتهم.

*جعل الإسلام نفقة اليتامى في أموالهم التي ورثوها، فإن لم يكن لهم مال تجب نفقتهم على وليّ الأمر، فإن عجزوا فهي على الأقارب إن استطاعوا.

(فإن لم تعلموا أباءهم فإخوانكم في الدِّين)

(فإخوانكم في الدِّين ومواليكم)

( أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ رَجُلٍۢ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ قَالَ ٱلْكَٰفِرُونَ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرٌ مُّبِينٌ).

*إذن اليتيم يحتاج إلى من يفكر في أمره ويتولّى مصالحه ولا يتوانى في توجيهه وإرشاده وتربيته وتعليمه، وإلى من يعطف ويحنو عليه، لينشأ النشأة الصالحة القويمة، فإنّه يميل شيئاً فشيئاً نحو الانحراف، ويخطو نحو الإجرام، وإنّه سيصبح في المستقبل أداة هدم وتخريب لكيان الأمّة، وتمزيق لوحدتها، وإشاعة الفوضى والانحلال بين أبنائها (فإن لم تعلموا أباءهم فإخوانكم في الدِّين).

الباب الرابع

 

* * آيات قرآنيّة توصي بالإحسان إلى اليتيم **

قال تعالى: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن)

(إنّ الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنّما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً).

(وابتلوا اليتامى حتّى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم).

*(فأمّا اليتيم فلا تقهر).

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنّة. وأشار بإصبعيه السبّابة والوسطى.

كما بشّر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أحسن إلى اليتيم ولو بمسح رأسه ابتغاء وجه الله بحسنات كثيرة، قال:

(من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله، كان له بكلّ شعرة مرّت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمه أو يتيم عنده، كنت أنا وهو في الجنّة كهاتين).

قال تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى).

(ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير، وإن تخالطوهم فإخوانكم).

(ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكنّ البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنيّين وآتى المال على حبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتّقون).

*شكا رجل إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قسوة قلبه، فأوصاه بأن يمسح رأس اليتيم.

ومدح النبيّ صلى الله عليه وسلّم نساء قريش لرعايتهنّ اليتامى: خير نساء ركبن الإبل نساء قريش؛ أحناه على يتيم في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده.

قال تعالى: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن، حتّى يبلغ أشدّه وأوفوا بالعهد، إنّ العهد كان مسؤولاً).

))وابتلوا اليتامى حتّى إذا بلغوا النكاح، فإن آنستم منه رشداً فادفعوا إليهم أموالهم، ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً أن يكبروا، ومن كان غنيّاً فليستعفف، ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف، فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم، وكفى بالله حسيباً

– هل يجوز للكافل أن يأخذ من مال اليتيم الذي يتقاضاهيصرف(لينفق) على البيت? عكاش

– هل يجوز دفع اليتيم على الرجل من الصالحين أو العلماء للتعلم على يده او خدمته؟(هل يجوز الإنفاق على تعلم اليتيم على يد معلم من الصالحين أو خدمته)؟

– هل العمل واجب على اليتيم إذا كان قادراً عليه؟

– المال الذي خصّص لليتيم يكون اليتيم مالكاً له، يصرف منه في مصالحه، ولا يجوز لأحد أن يأخذ منه شيئاً، إلّا بالحّق الشرعيّ، قال تعالى:

(ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنّه كان حوباً كبيراً) النساء،

(إنّ الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً، إنّما يأكلون في بطونهم ناراً، وسيصلون سعيراً) النساء.

إنّ الشرع الحنيف رخّص للقائم على شؤون اليتيم، والناظر في مصالحه، بأن يأكل من ماله بالمعروف، إن كان فقيراً، مقابل ما يقوم به من شؤونه، قال تعالى:

(ومن كان غنيّاً فليستعفف، ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف) النساء.

وعلى هذا فيجوز لوليّ اليتيم الذي يرعى شؤونه، أن يأكل من ماله بالمعروف إذا احتاج إلى ذلك، قال تعالى:

(يسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير، وإن تخالطوهم فإخوانكم، والله يعلم المفسد من المصلح، ولو شاء الله لأعنتكم إنّ الله عزيز حكيم)البقرة.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

خذ من أموالهم ما يكفيك، بلا زيادة، ولا يجوز لك أن توسع على نفسك في النفقة من مال اليتيم.

الباب الخامس

**قضيّة عمل اليتيم:

– يجب توجيه اليتيم وتعديل سلوكه، وردعه عن الانحراف السيئ في القول أو العمل، إن وقع منه.

إنّ (زيد بن حارثة) خدمنا.

سيّدنا محمّد صلّى الله عليّة وسلّم.

إنّ (عبد الله بن عباس) لازم سيّدنا محمّداً صلّى الله عليه وسلّم.

لا مانع من دفع الأيتام على رجال صالحين مشهود لهم بالصلاح والتقوى للتعلّم  منهم.

أمّا (الخدمة) فهذا الأمر بالنسبة إليّ فيه إشكال؛ فاليتيم سيصبح مريداً لهذا العالم، أو قائماً على خدمته، فهذا محرج بالنسبة إليّ، ولا أوافق على أن يكون اليتيم خادماً لأحد.

– العمل للرجال، فكيف إذا كان يتيماً فمن الأولى أن نعلّمه العلمَ، ونعلّمه العمل، حتّى يكون قادراً على مخالطة المجتمع  والاندماج معه، وكسب عيشه من عرق جبينه، فالعمل واجب عليه في حال قدرته عليه.

وقد تعرّض الباري عزّ وجلّ لموضوع اليتيم من كافّة جوانبه، وكذلك أفرد لهذا الموضوع مجالات كثيرة في الحديث الشريف.

رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قدوة المسلمين وأسوتهم الحسنة، لذلك يجب أن يحرص المسلمون على اتباع هديه، والسير على نهجه القائم على الإحسان إلى اليتيم بما يتوافق مع أوامر الله تعالى.

تمّت بعون الله

البحث عمل مشترك بين :1-عبد الكريم الشامي

2-إيمان الشامي.

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.