You are currently viewing رعاية مال اليتيم

رعاية مال اليتيم

#اهتمّ الإسلام بشأن اليتيم اهتماماً كبيراً، من حيث ترببته ورعايته ومعاملته لكيلا يشعر بالنقص، ويكون عنصراً فعّالاً في مجتمعه، وقد ورد لفظ اليتيم في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، تتلخّص في دفع الضرر عنه، وجلب المصالح له في نفسه وماله والحثّ على الإحسان إليه..

?ما بين اليتيم وكافله في الأحكام الماليّة (الأحكام الماليّة بين اليتيم وكافله)..

إذا كان اليتيم ممّن توفّي والده، وترك له من المال، فيكون من (إذا ورث اليتيم عن والده شيئاً من المالِ، فمن) حقّه على من يكفله أن يرعاه ويحفظ له ماله، ولا يقربه إلا بالحسنى، قال تعالى: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتّى يبلغ أشدّه)، وذلك بصون ورعاية هذا المال، وتنميته له، حتّى يبلغ هذا اليتيم أشدّه، ويزول عنه السفه، ويكون رشيداً، فإذا رشد دفع إليه ماله، وأشهد عليه .. ولا يجوز الطمع في مال اليتيم والأخذ منه بغير الحقّ، لأنّه من كبائر الذنوب قال تعالى: (إنّ الذين يأكلون أموال اليتامى إنّما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً).

وهذا يصرف عليه من ماله، ولا يكون محلاً للصدقة، إنّما يكون محلاً للرعاية والعناية، ويكون عمل الكافل ابتغاء وجه الله تعالى.

?أمّا إذا كان الكافل فقيراً، وليس له من المال ما يكفيه، وانشغل برعاية اليتيم وأمواله، فلا مانع أن يأكل بالمعروف، لقوله تعالى: (ومن كان غنيّاً فليستعفف، ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف)، وقد روي أنّ رجلاً أتى النبيّ صلّى الله عليه وسلم، فقال: إنّي فقير وليس لي شيء، ولي يتيم.

فقال: كلْ من مال يتيمك غيرَ مسرف ولا مبادر ولا متأثّل..

? وإن كان اليتيم فقيراً لا مال له، وجب على من يكفله أن يمدّ له يد العون بالإنفاق عليه، فيشبع له بطنه، ويستر له عريه، ويرعاه حقّ الرعاية، حتّى يصل به إلى برّ الأمان..

?عمل اليتيم.?

من حقّ اليتيم على من يكفله ألا يستخدمه قبل بلوغه السنّ المناسبة، وعدم استغلاله في الأعمال التي فيها إرغام له، ومشقة عليه (وألا يرغمه على أداء عمل يشقّ عليه)، وإن كان يطيق العمل دفعه إلى بعض الأعمال، والمهام التي يمكنه القيام بها، وذلك تعويداً له على تحمّل المسؤولية، ومشاق الحياة، وتربية له على الرجولة والاعتماد على الذات..

بهذا نجد أنّ الشريعة الإسلامية رسمت لنا الطريق الصحيح الذي يمكن أن نسير عليه في تعاملنا مع هذه الفئة الضعيفة، التي كانوا يأكلون حقّها في الجاهلية ويظلمونها..

فلْكُنْ –إخواني- ممّن أحبّ مرافقة رسوله الكريم في الجنّة، فلنكن ذاك المحسن … الرفيق… ذاك الساعي إلى برّ الأيتام، ومسح دموعهم، وإدخال السرور إلى قلوبهم?.

?اللهمّ استعملنا ولا تستبدلنا، برحمتك يا أرحم الراحمين?.

 

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.