ملخص محاضرة الأيتام العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم
اليتم في أصله ابتلاء من الله سبحانه وتعالى فإما أن يحوله الإنسان إلى نعمة أو أن يجعله نقمة، ويعود ذلك إلى الإنسان الذي يكفل اليتيم أن يقلب التحدي إلى النجاح.
من الأيتام أيتام شعروا بالنقص فتميزوا ومنهم أيتام شعروا بالنقص فدُمّروا ومنهم أيتام شعروا بالنقص فسدوه فقط وكانوا كباقي الناس العاديين.
لو رجعنا إلى كثير من العلماء مثل “عكرمة و”مولى بن عباس” و”سالم ومولى بن عمر” نجد عندهم التألق العالي والسبب في ذلك الشعور بالنقص يريدون تعويضه وبشكل كبير.
غالبًا من يشعر بالنقص يعمل ويجتهد ويتألق ليعوض النقص الذي فيه.
والكثير من الأغنياء والمشايخ المستفيدون منهم الأبعدين أكثر من أبنائهم والسبب هو عدم الشعور بالعوز فعندما يشعر الإنسان يبحث عن طرق الخلاص.
من أهم الأسباب والعوامل هي البيئة إذا أردنا أن نصنع يتيمًا البيئة هي الأساس.
يقول علماء الفكر أكثر ما يؤثر على الناس هو البيئة.
لماذا جعل الله سبحانه وتعالى معظم الأنبياء أيتامًا؟ أو ربوا أيتامًا؟
وأولهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {ووجدك يتيمًا فأوى}.
بعض العلماء يقولون اليتم في حق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام خير ومكرمة ونجد ذلك في نص القرآن الكريم: {ألم يجدك يتيمًا فأوى} ولا إيواء بعد إيواء الله سبحانه وتعالى وقال: {ووجدك عائِلًا فأغنى} بعد غنى الله هل يوجد غنى؟
سيدنا عيسى عليه السلام وقد ولد من أمٍّ بلا أب وهذا يُعَدُ محُكمًا.
ومن أعلام الإسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه ولد يتيمًا وعاش يتيمًا، كذلك مُصلَح بن أثاثة رضي الله عنه كان يتيم الأب ربته أمه وعاشت إلى أن أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد تربى في حجر قريبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق عليه.
كذلك زيد بن أرقم كان يتيمًا، عبد الله ذو البجادين في سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي أنه تربى يتيمًا.
كذلك سيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه حِبُّ رسول الله صلّ الله عليه وسلم وهو والد أسامة بن زيد أيضًا كان يتيمًا.
أبو هريرة رضي الله عنه ويقول نشأت يتيمًا وهاجرت مسكينًا، وقد كان له أثر كبير على الأمة الإسلامية.
عبد الله بن مُحيريز نشأ يتيمًا في حجر الصحابي أبي محزورة.
أما بالنسبة للتابعين منهم خرشة بن الحر رحمه الله يتيمًا في حجر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وروئ عن عمر بن الخطاب وعن أبي ذر الغفاري وغيرهم وكان من المحدثين.
شُعيب والد عبد الله بن شعيب بن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهم كان يتيمًا وتربى عند جده عبد الله بن عمر بن العاص وروى عن جده الكثير والكثير.
الأوزاعي رحمه الله علامة الشام كان يتيمًا، وكذلك القاضي أبو يوسف كان يتيمًا، والإمام أحمد بن حنبل كذلك كان من الأيتام.
الشاعر المتنبي الذي نشأ في البادية كان يتيمًا، والشاعر حافظ إبراهيم نشأ يتيمًا.
طارق بن زياد وعماد الدين الزنكي وعبد الرحمن الداخل، عمر المختار والشيخ أحمد ياسين.
الإمام البخاري وابن المُلقِن والإمام جلال الدين السيوطي أيضًا كانوا من الأيتام.
تألق الإنسان بالعلم يكون لأحد أمرين إما نَهَمْ من الداخل يريد أن يصل إلى بُغيتهِ وهؤلاء قليلون وإما شدة وعَوَز فالشدة والعوز تجعل الإنسان هكذا.
- وفي النهاية كيف نصنع اليتيم ونعوض فقده لوالده أو والدته؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين”، ليس المقصود منه الطعام لأنه موجود بل المقصود هو الذي يضم هذا اليتيم لأولاده فيعوض فقد الأب.
أما أن ينال منزلة أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين لمجرد أنه أطعم يتيمًا وتركه ليربيه الشارع فهو مستحيل وليس ذلك المقصود من الكفالة.
د. أبو النصر عطار