You are currently viewing بناء الثقة بالنفس لدى الطفل أ.هناء غضبان

بناء الثقة بالنفس لدى الطفل أ.هناء غضبان

☆بسم الله الرحمن الرحيم☆
لقد كرمنا الله سبحانه وتعالى وقدّرنا واحترمنا فالأحرى بنا أن نحترم أنفسنا وأن نجعل الناس يحترموننا وأن نزرع هذه القيمة في أطفالنا،
بأن يحبوا أنفسهم ويقدروا ذواتهم ويشعروا بكيانهم وأنهم ذَوو قيمة في المجتمع ولديهم رسالة عظيمة في الحياة عليهم تحقيقها..

_كيف أبني ثقة الطفل بنفسه ليكون طفلاَ سويا و متوازنا؟
*مفهوم الثقة بالنفس عند الأطفال : هو مفهوم نفسي يتطور عند الطفل بفعل الخبرة والممارسة والإدراك.
ويتطور مفهوم الثقة بالنفس نتيجة وعي الوالدين بالثقة وأدواتها وكيفية زرعها بالنفس وتأسيسها بالنموذج والقدوة، والثقة بالنفس هي ارتفاع مستوى الرضا والقناعة بالذات.
فعندما نعلم الطفل أن يكون راضيا عن نفسه مقتنعا بذاته، فإن ذلك ينعكس إيجاباً بتحكمه بسلوكه ومعاملته مع الآخرين. مثل: عائلته وأقرانه والمحيط.
فعندما نجد طفلا لديه هذا المفهوم فهذا يعني أن هذا الطفل لديه رضا وقناعة وشعور بأنه إنسان محترم يحب ذاته .
&علامات ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال:
. الكذب على الآخرين وسببه الخوف مما يجعله يلجأ للكذب.
. عدم تحمل المسؤولية.
. انخفاض التحصيل الدراسي وعدم اكتراثه للنجاح وليس له هدف في الحياة.
. عدم الاستقرار الوجداني واضطراب في الحالة المزاجية لا يستطيع الاستقرار في مشاعره.
. إلقاء اللوم على الآخرين: أنا لم أفعل ذلك بل بسبب فلان حصل ما حصل.
. الانسحاب المبكر وعدم إنجاز المهام كاملةً لأنه ليس لديه ثقة بقدراته على أداء هذه المهام.
وغيرها الكثير من العلامات الأخرى..
&أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال:

  • معظم أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال يكون سببها من الأهل وذلك بسبب عدم إدراك الأهل الأذى اللاحق على شخصية الطفل ، مثل (الألفاظ والنعوت السيئة التي يلقونها على الأطفال ، ضربهم ، الصراخ عليهم ، معاقبتهم ، إهانتهم ، التقليل من شأنهم ، الإستهتار بأعمالهم ، مقارنتهم بغيرهم…) وغيرها مما يسبب الأذى النفسي والشعور بالدونية عند الطفل، وهذه ليست تربية أبداً.
  • ضعف شخصية المربي تكون سبباً في ضعف شخصية الطفل لأن المربي هو القدوة بالنسبة إليه، فالأم المضغوطة نفسياً عندما تفرغ هذا الضغط بأطفالها بالصراخ أوالضرب الخ.. فإن ذلك يولد سلوكا سلبيا عند الطفل.
  • سوء التربية والممارسات الخاطئة والسلبية التي نمارسها على أطفالنا مثل الصراخ والعنف والقسوة..
  • تراكم الإحباطات والتجارب الفاشلة والتعثر والنتائج السلبية كل ذلك يؤدي إلى ضعف ثقة الإنسان بنفسه ويشعره بأنه إنسان فاشل لا قيمة له.
  • أسباب خلقية في الجسد أو العقل مثل مشكلة في الشكل أو في المشي أو في النطق كل ذلك يشعر الشخص أن الناس ينظرون له نظرة شفقة بسبب المشكلة التي يعاني منها.
  • التفكك الأسري ، فالأسرة الآمنة المترابطة تصنع طفلا واثق الخطى ، لكن إذا كانت الأسرة متفككة وتعاني من ضعف العلاقة بين الأب والأم، يجعل الطفل ضعيف الثقة بنفسه فهو لا يثق بأقرب الناس إليه (والده ووالدته).
  • المثالية والرغبة الزائدة في الإتقان: بعض الأمهات يريدون أبنائهم أن يكونوا ذوو كفاءات ومهارات وأفضل ما يكون ويجب دائماً أن يكون الأذكى والأول في كل شيء.. وذلك يضعف ثقة الطفل بنفسه لأنه يطمح دائماً ليكون الأول في كل شيء ولا يستطيع أن يحقق ذلك ، فيجب تخفيض سقف التوقعات إلى ضمن المعقول ليستطيعوا إرضائكم وإرضاء أنفسهم بأعمالهم.
  • تكبير أخطاء الطفل وتهويل الأمر: على الأهل أخذ الأمور بواقعية وعدم التذمر من تصرفات الأبناء ، والتفريق بين السلوك والشخص ، يجب التوضيح له أنك لا تكرهه إنما تكره تصرفاته ، أنا أحبك لكنني أكره تصرفك هذا.
  • التربية التي تربينا نحن عليها ، عندما تقول للأم يجب ان تفعلي كذا، تقول هكذا أهلي ربوني ونحن هكذا كنا نفعل..
    ففي هذا الحال علينا أن نعيد مفهوم التربية لدينا ، على كل أم أن تقرأ وأن تبحث عن الخلل لديها وتحاول التغيير وإيجاد الحلول.
    &الممارسات الوالدية التي تؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال:
    .المقارنة مع الآخرين مثل الأخ ، ابن العم ، الجار ، الصديق ، وهي أكبر خطأ يرتكبه الأهل ويظنون أنهم بذلك يشجعون أبنائهم ويدفعوهم ليكونوا أفضل.
    .القمع وإلقاء الأوامر دون بيان السبب مثل افعل كذا ولا تفعل كذا لا تخرج مع صديقك فلان اخرج مع فلان..
    .الخوف الزائد على الأولاد والذي يجعلنا نمنعهم من الخروج وممارسة أنشطة خارجية بسبب الخوف الزائد عليهم من المجتمع الخارجي يُشعره بأنه أقل من الآخرين.
    .إحراجه أمام الآخرين بنقدهم والتحدث عنهم أمام الأقارب أو الأصدقاء ولدي فعل كذا وكذا.
    .النقد الجارح بكلام قاسي يؤدي إلى أذى نفسي ووضعف في الشخصية.
    . التوبيخ وعدم تقبل الخطأ ، بعض الأمهات لا تتقبل من أولادها الخطأ وتستخدم ألفاظا سيئة مثل يا غبي ، أنت لا تفهم ، يا كذا ، أنت كذا ، جميعنا كنا أطفالا وجميعنا نخطأ.
    .الدعاء عليهم: يجب أن ندعو لأبنائنا بالخير والصلاح والهداية والمغفرة والرضا عليهم، لا أن ندعو عليهم.
    .حل مشاكلهم كلها والوقوف خلفهم لدرجة أنهم لا يستطيعون أن يخطوا خطوة بأنفسهم والخروج من أزماتهم ومعرفة التعامل معها بالشكل المناسب وطرح الحلول المناسبة لكل مشكلة دون الإتكال على الوالدين، يجب أن نساعدهم في حل مشاكلهم وتجاوز صعوباتهم لا أن نحملها عنهم فبعض الأحيان نحن غير موجودين معهم في أزماتهم
    .عدم فرض الرأي عليهم بل منحهم خيارات لانتقاء أحدها ، لأن كثرة الأوامر تلغي لديه القدرة على اتخاذ أي قرار.
    .تكرار بعض العبارات التي تبعده عن الآخرين وتضعف ثقته فيهم ، مثل ليس لنا علاقة بالناس (امشي الحيط وقولوياربي الستر ، لا تتكلم مع أحد..).
    ^^لفتة:
    كان رسول الله صل الله عليه وسلم جالس في مجلس وعلى يمينه طفل وعلى يساره رجال من كبار القوم فشرب رسول الله من الإناء ثم استأذن الطفل على يمينه قال أتسمح لي أن أسقي كبار القوم قبلك؟ فقال الطفل : لا أوثر بنصيبي منك يا رسول الله أحد ، فاحترم رسول الله رأيه وسقاه بعده مع وجود كبار القوم بالمجلس .
    &علاج ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال :
    .المقارنة مع الذات لتحسينها كالقول: “أنت تستطيع أن تفعل أفضل من ذلك ، كنت أفضل من ذلك ، أنا متأكدة أنك الأفضل..
    .المنافشة والحوار والاستماع إليهم لكي يستطيعوا أن يديروا أي حوار ويستمعوا للأخرين.
    .رفع المعنويات والمدح الحقيقي بشكل مناسب ، مدحهم بإيجابيات موجودة فيهم وعدم المبالغة بالمدح.
    .دفعه لتصحيح خطأه بنفسه وعدم لومه على الخطأ بل إعطاءه الفرصة للتصحيح والتراجع.
    .الإكثار من الدعاء لهم بالهداية والصلاح تعطيه الدعم والثقة بالنفس.
    .الوقوف بجانبهم وقت الأزمات والصعوبات ومساندتهم لكن دون حل المشكلة عنهم، يجب أن يحل مشكلته بنفسه ولكن إذا تطلب الأمر مساعدتي أسانده وأدعمه.
    .الأخذ برأيهم واقتراحاتهم.
    .تمثيل قدوة حسنة أمامهم قادرة على اتخاذ قرار يساعد طفلك بالثقة فيك وبنفسه.
    .مساعدة الطفل على أداء المهام المطلوبة ، إذ يجب أن يرى الطفل إنجازه بنفسه.
    .التنظيم يؤدي إلى النجاح فحياة الفوضى تعطي طفلا مشتتا لا ثقة له بنفسه.
    .معرفة موهبة الأولاد وتشجيعها وتنميتها حتى يشعر أنه ينجز ويقوم بشيء مفيد.
    .تكوين علاقات اجتماعية صحيحة متوازنة وانتقاء علاقات مناسبة بعيداً عن أشخاص يستهزؤون به أو يهينوه.
    .النجاح والإنجاز والبدء بالأهداف الصغيرة لأنها بداية نجاح كبير.
    .تحمل مسؤولية تصرفاته إذا أخطأ ينال عقابا مناسبا ليتحمل مسؤولية تصرفاته.
    .تطوير الذكاء والإهتمام بكل ما يطور ذكائه وقدراته ومهاراته والتشارك معهم وتشجيعهم.
    .مواجهة المخاوف فنحن معرضين للصعوبات والأزمات.
    &كيف تتعامل الأم مع طفلها ضعيف الثقة بنفسه ؟
    .دعيه يقوم بواجباته واصبري عليه حتى يؤدي مهامه بنفسه.
    .اطلبي منه أعمال مناسبة لعمره ولا تضغطي عليه بما هو فوق قدراته وتفكيره فلا يوجد إنسان مثالي.
    .أعطيه خيارات ولا تفرضي عليه فرض ، يجب ،لازم ،بدك تعمل كذا..
    .مدح متوازن وعدم التقليل من مشاعره والتقليل من شأنه.
    .الخصوصية والجلوس معهم بمفردهم والاستماع إليهم.
    .تعليمه كيف يٌكون صداقات مناسبة لا تؤثر سلباً على نفسه ، واجعليه مؤثراً وليس متأثراً فيكون مؤثرا في من حوله لا متأثرا بالآخرين.
    &ماذا يحدث بالطفل عندما يكون ضعيف الثقة بنفسه:
    شعور الحزن والكآبة. لديه قلق اجتماعي.
    لديه تعلق عاطفي مرضي. إيذاء النفس.
    _الاضطراب في تناول الوجبات الغذائية.
    هذه المؤشرات تدل على ضعف ثقة الطفل بنفسه
    &ويجب التركيز على التوازن في زرع ثقة الطفل بنفسه بحيث لا يكون إفراطا ولا تفريطا.
    يجب أن يقبل النقد البنّاء والحوار ويراجع نفسه ويصلحها.
    أن يطلب المساعدة من الآخرين ويشير بجهودهم ويشكرهم فمن لا يشكر الناس لا يشكر لله.
    (حفظ الله أبنائنا ورعاهم )

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.