حرص الإسلام على رعاية اليتيم وحفظ حقوقه ومعاملته معاملة حسنة, وأوصانا برعاية أمواله حتى يكبر ويصبح قادراً على إدارتها وقد خص الله سبحانه وتعالى العاملين على الأيتام بالأجر الكبير, ووعدهم بالجزاء الحسن لما يقوموا به ,وقد ورد الكثير من الٱحاديث والأيات القرآنية والتي توضح مدى رحمة الله عز وجل باليتيم مثل ما تم ذكره في الآية الكريمة “وَأَمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي المَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) . فكان صلاح أبوهما سببا في حفظ رزقهم بعد غياب الأب ورحمة بهم .
وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بلإحسان إلى اليتامى ومراعاة شؤونهم ، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (أنا وكافل اليتيم كهاتين وأشار بإصبعه السبابة والوسطي ) .
وإن رعاية اليتيم وكفالته تكون بحضانته وتربيته وتأديبه وتعلميه والمحافظة على سلامته في بدنه ونفسه والإنفاق عليه والمحافظة على ماله حتى يبلغ ويرشد ويمكنه الاستقلال بنفسه. أما الكفالة التي تقتصر على الإنفاق عليه فقط فهي كفالة قاصرة ناقصة وفيها خير ولكن ليس شأنها كالكفالة التامة الكاملة،وقد أمر الإسلام برعاية اليتيم وخص الجانب النفسي الذي يخفف عنه ألم الفراق ويخفف من حرمانه لفقد الأب الحاني ،فجعل خير بيوت بيتا فيه يتيم يعيش حياتهم ويشاطرهم حنان الأب، ويشاركهم حياتهم ،فعن أبي هريرة رضى الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: «خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه ،وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتين. يساء إليه ».
والإحسان إلى اليتيم سبب لجلب الخير والبركة في الرزق ودفع البلاء . كما أن الحنو على اليتامى سبب لرقة القلب وذهاب قسوته: شكا رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قسوة قلبه فأوصاه أن يمسح رأس اليتيم.
وإكرام اليتيم سبيل إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار, قال تعالى في وصف المؤمنين المتقين: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ).
ولم يكن هناك مثل لتكريم الله سبحانه وتعالى لليتيم أفضل من مولد الرسول الكريم خاتم الرسل وخير خلق الله أجمعين يتيما فهذا أعظم تكريم لليتامى، فخير البشر محمد -صلى الله عليه وسلم- كان يتيمًا. قال تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى) .
وفي الختام إن المساهمة في كفالة اليتيم ورعايته هي لبنة في بناء مجتمع خال من الحقد والكراهية، مجتمع تسوده الرحمة والمحبة، واليتيم إذا لم يجد من يعوضه عن غياب الأب فقد ينعكس هذا على شخصيته وسلوكه بالعدوان والكره والعقد النفسية ،فيكون أداة فساد في المجتمع، لذلك حرص الإسلام على هذا الجانب ورغب به ، ليعم المجتمع الإسلامي بالتعاون والتكافل ويكون صرحاً قوياً متماسكاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين