مقال عن زواج المرأة أمّ الأيتام
عنوان المقال:
كيف يكون الاختيار
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تفقد المرأة زوجها، وتجد نفسها قد فقدت معه عنصر الحبّ والحنان، فعليها التيقّن بأنّ هذا خير قد اختاره الله لها،
وممّا لا شكّ فيه أنّ مصيبة الموت من أعظم المصائب، ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى أجراً كبيراً على الصبر عليها، ولا شكّ أنّ الله ّعز وجلّ رحيم بعباده، يقدّر المصائب على العبد، يريد بها الخير له، فيكفّر بها سيّئاته ويرفع بها درجاته ويزيد بها حسناته٠
وللأرملة البشرى العظيمة في الصبر والاحتساب، عندما تؤثر تربيّة أولادها على الزواج مرّة أخرى، بشرى لدخول الجنّة مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجيرته٠
ولعلّ أهمّ ما يشغل المرأة الأرملة هو تربية أولادها فإنّ المسؤوليّات المتراكمة على عاتقها بفقد الزوج تحتّم عليها أداء دور الأمّ والأب في آن واحد، لتعوّض النقص الذي خلّفه غياب زوجها، وربّما تعاني ضغوطات كثيرة، وتجد صعوبات كبيرة، في التكيّف مع مسؤوليّاتها الجديدة، وقد تحتاج لرجل يقف بجانبها، ويأخذ بيدها، ويساعدها في تربية أولادها٠
والمرأة الأرملة عندما ترغب بالزواج (وهذا حقّها الشرعيّ) فهي بحاجة إلى رجل يحبّها ويهتمّ بها٠
ولكن أوّلاً عليها أن تراعي مصلحة أولادها، في اختيار الرجل المناسب، ولا تتسرّع في الاختيار، كيلا تتعرّض لتجربة ربّما تكون فاشلة، ونهايتها غير سعيدة٠
ولذلك قبل أن تقدم المرأة على الزواج مرّة ثانية يجب عليها التفكير جيّداً، والاجابة عن هذه الأسئلة:
أوّلاً: هل أحسنت اختيار الرجل المناسب؟ (دينه وخلقه)
ثانياً: هل وضعت شروطاً تحفظ حقوقها في المستقبل؟
ثالثاً: هل ينوي هذا الرجل الزواج منها لأجلها هي؟! أم لسهولة الزواج منها؟ أم لشهوة عابرة ربّما تفتر في المستقبل؟
رابعاً: هل ينوي هذا الرجل الإنفاق عليها وعلى أولادها بعد زواجه منها؟
خامساً:(إذا كانت هي الزوجة الثانية) هل هي على استعداد لتحمّل المشاكل والصدامات المتوقعة مع زوجته الأولى وأولاده؟
لذلك فقرار الزواج مرّة ثانية لا ينبغي التسرّع به، بل على العكس يجب التروّي والتبصّر والاستخارة ثمّ الاستشارة٠
فقرارها لا يخصّها وحدها فحسب، بل يشمل أولادها الأيتام ومستقبلهم٠